ولد
بدمشق سنة
600 هـ،
سليل أسرة اشتهرت بالطب، وموفق الدين أشهر أفراد الأسرة وإليه يصرف
الانتباه إذا ذكر: الطبيب ابن أبي أصيبعة وكني أبا العباس قبل أن يطلق عليه
لقب جده ابن أبي أصيبعة وقد نشأ في
دمشق في بيئة حافلة بالعلم والدرس والتدريس، والتطبيب والمعالجة.
درس العلوم والطب في
دمشق نظرياً وعملياً، وطبق دروسه في
البيمارستان النوري أول مستشفى في التاريخ الإسلامي، وكان من أساتذته من كبار علماء
دمشق،
وابن البيطار العالم الشهير ومؤلف (جامع المفردات). وكان يتردد كذلك على
البيمارستان الناصري فيقوم بأعمال الكحالة، وفيه استفاد من دروس السديد ابن أبي البيان، الطبيب
الكحال ومؤلف كتاب الأقراباذين المعروف باسم الدستور البيمارستاني.
سافر إلى العديد من البلاد وبناء على دعوة الأمير
عز الدين أيدمر صاحب صرخد ذهب إليه وعاش هناك (وهي اليوم مدينة صلخد من أعمال جبل العرب) في
سوريا، وفيها توفي سنة
668 هـ.
اشتهر ابن أبي أصيبعة بكتابه الذي سماه
عيون الأنباء في طبقات الأطباء والذي يعتبر من أمهات المصادر لدراسة تاريخ الطب عند العرب. ويستشف من
أقوال ابن أبي أصيبعة نفسه أنه ألف ثلاثة كتب أخرى، ولكنها لم تصل إلينا،
وهي: كتاب حكايات الأطباء في علاجات الأدواء، وكتاب إصابات المنجمين، وكتاب
التجارب والفوائد الذي لم يتم تأليفه
.