توالت ردود الأفعال العربية والعالمية المنددة بشدة بحادث الحرس الجمهوري والتي اتفقت جميعها, رغم تباين اتجاهاتهاالسياسية والأيدولوجية, علي وقف نزيف دماء الأبرياء والإسراع بالمصالحة الوطنية.
وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عن قلقه بسبب الأنباء عن وقوع قتلي في حادث الحرس الجمهوري مؤكدا أن هناك حاجة ماسة للتهدئة وضبط النفس وتجنب التصعيد. ودعا هيج كافة الأطراف إلي ضرورة تفادي اللجوء إلي العنف وعودة البلاد إلي العملية الديمقراطية واشتراك جميع الأطراف العملية السياسية بمختلف أطيافها في العمل من أجل مستقبل البلاد. وذكر أن المملكة المتحدة بصفتها صديقة قديمة لمصر علي استعداد للاستمرار في دعم الشعب المصري في تحقيق رغبته للوصول إلي مصر أفضل.
وأطلقت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرا لمواطنيها من السفر إلي مصر عدا المنتجعات السياحية في جنوب سيناء ومحافظة البحر الأحمروشمال سيناء بسبب التوتر والأحداث الإجرامية التي وقعت هناك. وأشارت الخارجية البريطانية إلي أنها لا تطالب مواطنيها الموجودين بالفعل في مصر بمغادرة البلاد, ولكنها تنصحهم بعدم التحرك من الأماكن التي يوجد بها بريطانيون وأصدرت إسرائيل تحذيرا إلي رعاياها من السفر إلي
العالم قلق من تدهور الأوضاع في مصر ويطالب بضبط النفس
سيناء في ظل تصاعد الهجمات من مجموعات مسلحة خلال اليومين الماضيين. وطالبت هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية, في بيان لها, السياح الإسرائيليين الموجودين في سيناء بمغادرتها في أسرع وقت ممكن.
وأدان أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي الحادث أمس واصفا الأمر بالمذبحة, ودعا إلي بدء عملية توافق, في الوقت الذي أكد فيه رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي وزعيم حزب العدالة والتنمية التركي أن أنقرة لاتكن احتراما للذين لايحترمون إرادة الشعب المصري.
وقال أوغلو: إن القوي التي أطاحت بمرسي لم تستطع أن تتحمل رئيسا منتخبا لمدة عام فقط بل إنها لم تبد احتراما لإرادة شعب مصر. وطالب المحتشدين بتوجيه دعواتهم وصلواتهم للأشقاء الذين يناضلون ضد الانقلاب العسكري في مصر..
في الوقت نفسه, اعتبرت إيران أمس تدخل القوات المسلحة المصرية في الشئون السياسية غير مقبول مؤكدة إدانتها لمقتل الأبرياء. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية لوكالة الأنباء مهر انقسام المجتمع المصري أمر خطير واتهم الدول الغربية والنظام الصهيوني بأنها لاتريد مصر قوية. وعلي الصعيد العربي, أكد أعضاء مجلس الوزراء السعودي مجددا أن الظروف التي تمر بها مصر حاليا تستدعي من جميع المخلصين الحكمة والتعقل لحفظ الأمن والاستقرار خاصة مع استقبال الأمة الإسلامية شهر رمضان الكريم.
وفي الكويت, أكد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اهتمام دولة الكويت ومتابعتها عن كثب للأوضاع في مصر نظرا لأهميتها ودورها القيادي, معربا عن أمله في عودة مصر للمارسة دورها الريادي وتحقيق تطلعات شعبها.
من جهتها, نددت قطر باشتباكات الحرس الجمهوري. وقال مسئول في وزارة الخارجية إن بلاده تدعو المصريين إلي التحلي بضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة التي تستدعي التآزر وتدعيم الوحدة الوطنية وإيجاد حلول سريعة بعد معالجة أي خلاف بينهم بالحوار حفاظا علي أمن وسلامة واستقرار بلدهم وحماية مواطنيهم. وطالب أيضا بحماية المتظاهرين السلميين وحقهم في التعبير عن آرائهم ومواقفهم ونبذ العنف بأشكاله وصوره جميع والبحث عن مخرج سياسي وطني يضمن للجميع حقوقهم السياسية والمدنية ويضمن حماية إنجازات ثورة25 يناير.
وطالب إبراهيم المصري الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الإخوان المسلمين المسئولين العرب إلي المبادرة لمعالجة الأزمة المصرية وتدارك تداعيات ما يجري علي الساحة المصرية. وأكد ضرورة الاحتكام إلي العقل والمنطق والقانون الدولي للخروج من الأزمة, وحجب دماء المصريين وهم يستقبلون شهر رمضان المبارك.
وأدانت كذلك حركة حماس ما وصفته بالمجزرة التي راح ضحيتها عشرات القتلي أمام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة. ودعت الحركة إلي حقن دماء الشعب المصري العزيز, متوجهة بالتعزية الخالصة لعائلات الضحايا والشفاء العاجل للجرحي والمصابين.
